
من هو والد السيدة مريم العذراء؟ وما صفات السيدة مريم العذراء؟ هناك العديد من المعلومات التي تدور حول السيدة مريم العذراء، وعن حياتها، ونسبها، لذلك سوف نقدم لكم من خلال موقع البلد إجابة وافية وشاملة عن سؤال من هو والد السيدة مريم العذراء.
من هو والد السيدة مريم العذراء
اسم والد السيدة مريم العذراء هو عمران، وكان اسمه أيضًا “يهوياقيم” وقد وُرد في القرآن الكريم في سورة آل عمران، ويُقال إنه من نسل سليمان بن داود عليه السلام.
اسم أبو مريم العذراء عليه السلام كاملًا “عمران بن ياشهم بن أمون بن منشا بن حزيقا بن أحزيق بن يوثم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أحزيهو بن يارم بن يهفاشاط بن أسابر بن أبيا بن رحبعم بن سليمان بن داود بن إيشا.
يجب التنويه أن عمران والد مريم، يختلف عن عمران والد موسى عليه السلام، فما هو إلا مُجرد تشابه أسماء لا غير ذلك، لأن هناك الكثير ممن يظنون أن العذراء مريم أخت موسى وهارون عليهما السلام، وهذا غير صحيح.
عُرف عن والد مريم العذراء عليها السلام، بأنه خير عباد بني إسرائيل وعلمائها، وعُرف عن زوجته أنها لا تحمل، وعندما توجهت إلى الله وطلبت منه أن يرزقها بطفل، نذرت بأنه عندما يأتي سوف يكون خادمًا لبيت المقدس.
أكرمها الله بالطفل، وقد استبشر بذلك عمران في منامه بعد أن أرسل الله له بشرى من جبرائيل بأن زوجته سوف تكون حامل، وكانت حامل ببنت افتخرت بها، واعتزت بذلك، وسمتها مريم، وجعلتها في خدمة بيت المقدس، نسبة إلى قوله تعالى: (اِذْ قَالَتِ امْرَاَتُ عِمْرٰنَ رَبِّ اِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي اِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [سورة آل عمران: الآية 35].
يُقال إن الله اصطفى آل عمران من عباده، وفضلهم على غيرهم، واختار أن يكون من نسل النبي عيسى عليه السلام، والذي كانت أمه السيدة مريم العذراء، وتم ذكر ذلك في قوله تعالى: (اِنَّ اللهَ اصْطَفىٰٓ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرٰهِيمَ وَآلَ عِمْرٰنَ عَلَى الْعٰلَمِينَ) [سورة آل عمران: الآية 33].
نبذة عن السيدة مريم العذراء بنت عمران
في إطار إجابتنا عن سؤال من هو والد السيدة مريم العذراء، سوف نقدم بعض المعلومات التي تخص السيدة مريم عليها السلام، والتي تُظهر نشأتها.
وُلدت السيدة مريم العذراء عليها السلام بمدينة الناصرة، رزق الله بها والديها بعد طول انتظار، فقد كانا يعانيان من عدم الإنجاب، وعندما رزقهم الله بها فرحوا بشدة، وما مرت به من أحداث قصة حياتها الجميلة، يدل على شدة إيمانها، ونقائها.
صفات السيدة مريم العذراء
من خلال حديثنا فيما يخص من هو والد السيدة مريم العذراء، سوف نقوم بتقديم ما تمتعت به السيدة مريم العذراء من صفات حسنة، من أجل الاقتداء بها، وكان من صفاتها:
- شدة الإيمان والخشوع في عبادة الله، والخضوع له.
- عُرفت بأنها عذراء بتول، لم تحاول فعل الفاحشة، ولم يمسها بشر من الذكور.
- ساجدة لله نقية القلب، واتصفت بالصدق.
- كانت صبورة، وهذا ما تبين من قصتها، حيث إنها صبرت على اتهامات قومها لها، وما أدعوه عليها بالباطل، وما دار حولها من أقاويل كاذبة.
- كانت تفرق بين الحق والباطل، وكانت من أهل الإيمان نتيجة صدقها وصدقة نبوة ابنها عيسى عليه السلام.
معنى لقب الصديقية
أُطلق على السيدة مريم العذراء لقب الصديقية وذلك ما يعني بلاغة صدقها، ومن المعروف أن الصديقون هم اتباع الرسل، أي من قاموا باتباعهم ولم يغيروا ذلك حتى ألحقوا بهم.
هذه المرتبة من أعظم المراتب التي يمكن أن يصل إليها الشخص عند الله، وهي المرتبة الثانية التي تحظى بمكانة عالية عند الله بعد النبوة الشريفة، ولقد اصطفى الله السيدة مريم العذراء عليها السلام بها.
تم ذكر مرتبة مريم العذراء في القرآن في قوله تعالى: (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) [سورة المائدة: الآية 75]، وقد حازت على شرف نيل هذه المرتبة من الله نتيجة صدق الأفعال لا الأقوال، ونتيجة لإخلاصها إلى الله والسير على نهجه.
قصة مريم العذراء عليها السلام
في نطاق حديثنا عمن هو والد السيدة مريم العذراء، يمكننا توضيح قصة السيدة مريم، من أجل معرفة قدرة الله سبحانه وتعالى، والاطلاع على صمودها وقوة إيمانها، وحُسن تصرفها والاقتداء بها.
كانت مريم العذراء مخلصة لعبادتها بالله، ومتعلقة به، وزاهدة في الدنيا، ومعتزلة جميع الأشخاص، ومنهم أهلها، وكانت تعتزل جهة الشرق.
أثناء اعتزالها أرسل الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام إليها على شكل رجل، وعندما رأته مريم العذراء فزعت، وقالت له عندما رأته، لا تقربني إن كنت تخشى الله، ورد عليها جبريل قائلًا إنه مبعوث من الله سبحانه وتعالى، وحاول أن يطمئنها بأنه لا يريد أن يلحق بها الأذى.
قال لها جبريل عليه السلام إن الله سوف يرزقها بمولود، وتعجبت مريم العذراء لذلك الأمر، فهي لم يمسسها رجلًا، وما زالت عذراء طاهرة نقية حتى ذلك الوقت، فكيف يرزقها الله بغلام.
تم ذكر ذلك الحديث في قوله تعالى: (قَالَتۡ إِنِّيَ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا قَالَ إِنَّمَا أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا) [سورة مريم: الآيات 17 – 20).
أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا الغلام علامة لهم، وكان لوجود عيسى عليه السلام في هذه الحالة قضاء سابق مُقدر، لا بد من نفوذه.
حملت السيدة مريم عليها السلام بالغلام، بعد أن قام جبريل عليه السلام بالنفخ في جيب قميصها، وقد وصلت النفخة إلى الرحم، وقد كان الحمل.
ذهبت به السيدة مريم العذراء إلى مكان بعيد عن الناس، وجاءها الطلق وهي على جذع نخلة، وتمنت لو أنها ماتت قبل أن يحدث معها ذلك الأمر.
طمأنها جبريل عليه السلام بأن الله قد جعل تحتها دول ما، وقال لها لا تحزني، كما قال لها تُحرك جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب غضًا جني من ساعته.
موقف السيدة مريم من قومها عند ظهور عيسى عليه السلام
من هنا تأتي الحكمة، والموعظة من قصة السيدة مريم العذراء، ومن إجابة سؤال من هو والد السيدة مريم العذراء، سوف نقدم ما فعلته السيدة مريم مع قومها عندما علموا بابنها عيسى عليه السلام.
ذهبت السيدة مريم العذراء إلى قومها بنبي الله عيسى، استنكر قومها ما قالته، وكانوا متعجبين فكيف لمريم أن تأتي بولد وهي عذراء، وأخذوا يتساءلون ويقولون يا شبيهة هارون كيف تأتي بولد من غير أب، وأنتِ نشأة بيت صالح وطاهر.
أشارت مريم العذراء إلى عيسى أن يتكلم، فقال عيسى وهو في المهد، إنه عبد الله، وأن الله أعطاه الإنجيل، وجعله نبيًا من أنبيائه.
يجب التحلي بالصمت في بعض المواقف، ولا بد من الفهم الجيد قبل الحكم على من حولك من أشخاص، فأنتَ لا تعلم حكمة الله وما فعله مع ذلك الشخص الذي تقوم باتهامه بالباطل.